موقف السادات مع شيخ الأزهر
في يوليو ١٩٧٤ أصدر السادات قرارا بسحب بعض صلاحيات شيخ الأزهر ومنحها لوزير الأوقاف !!..
وكان شيخ الأزهر حينها الشيخ "عبد الحليم محمود" الذي سارع بتقديم استقالته احتجاجا على قرار السادات ..
حاول كثير من العلماء إثناء الإمام عن استقالته وقالوا له إن الاستقالة هي ما يريده السادات حتى يأتي بشخص ضعيف وأنت بذلك تحقق غرضه ..
لكن الشيخ أصر على استقالته وامتنع عن الذهاب إلى مكتبه ورفض أخذ راتبه وطلب تسوية معاشه وكتب بأسباب استقالته إلى الصحف والهيئات الإسلامية والعربية وأعلن اعتزاله في بيته احتجاجا على قرارات السادات ..
أحدثت الاستقالة دويا هائلا في مصر وسائر أنحاء العالم الإسلامي والعربي وأصبح موقف شيخ الأزهر حديث الناس في كل مكان حتى خرجت مظاهرات تنادي برد الاعتبار للشيخ وإلغاء قرارات السادات وتقدم بعض المحامين بطعن أمام مجلس الدولة ..
وإزاء هذا الموقف الملتهب اضطر السادات إلى معاودة النظر في قراره ودراسة المشكلة من جديد وأصدر قرارا أعاد فيه الأمور إلى ما كانت عليه وجاء في القرار الجديد :
"شيخ الأزهر هو الإمام الأكبر وصاحب الرأي في كل ما يتصل بالشئون الدينية والمشتغلين بالقرآن وعلوم الإسلام وله الرياسة والتوجيه في كل ما يتصل بالدراسات الإسلامية والعربية في الأزهر" ..
لكن الشيخ عبد الحليم طلب أيضا أن يضاف إلى القرار أن منصب شيخ الأزهر يسبق الوزراء في الترتيب .. فوافق السادات لإنهاء الأزمة وعاد الشيخ إلى منصبه مرفوع الرأس محفوظ الكرامة محبوبا من الشعب ..
وقد زاده هذا الموقف جرأة واستقلالا في القرارات والفتاوى ..
ومن منا لا يعرف دور الشيخ عبد الحليم محمود في إحياء دور الأزهر والمعارك التي خاضها من أجل الإبقاء عليه مستقلا بعيدا عن الاستخدام السياسي من السلطة ..
رحم الله الإمام عبد الحليم محمود وأسكنه فسيح جناته ..
تعليقات
إرسال تعليق